يدبُّ النشاط الملحوظ, والذي لفت أنظار كل المهتمين برياضة كرة السلة, في الاتحاد اللبناني للعبة المذكورة منذ بضعة أشهر دون أن يعرف للتعب معنى, بهدف تحضير منتخب لبنان الوطني للمشاركة في بطولة آسيا المقررة في مدينة تينانجين الصينية من السادس من آب/أغسطس المقبل لغاية السادس عشر منه والتي يتأهل بنتيجتها ثلاثة منتخبات للمشاركة في بطولة العالم عام 2010 بين 28 آب و12 أيلول/سبتمبر في تركيا.
ويبدو اتحاد السلة أشبه بالنحل الذي يجوب الأرض بحثاً عن رحيق الزهر, إذ لم يترك الفاعلون في الاتحاد بلداً إلا ونقبوا فيها عن لاعبين لبنانيين -المعروف أن عددهم في أصقاع المعمورة يفوق بضعفين أو ثلاثة مواطنيهم في بلادهم- يملكون من المستوى ما يؤهلهم لتمثيل لبنان الساعي لبلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي.
وفي أول خطوة عملية للاتحاد قبل بدء استحضار لاعبين جدد, أقدم على التعاقد مع المدرب القديم الجديد, الصربي دراغان راتزا, الذي عرفت قيادته السابقة للمنتخب النجاح, حين قاد لبنان لنهائي بطولة آسيا عام 2007 في اليابان قبل أن يخسر النهائي أمام إيران, ليفقد فرصته في التأهل للألعاب الأولمبية التي جرت صيف 2008, ويحتل المركز الثاني في القارة للمرة الثالثة في آخر أربع بطولات (2001, 2005, 2007), وهو أي راتزا, يحظى بشعبية وثقة واسعتين في لبنان, وتُعوّل عليه الآمال الكبيرة.
وتخضع تحضيرات المنتخب اللبناني, الذي سيلعب في البطولة الآسيوية ضمن المجموعة الرابعة إلى جانب الأردن واندونيسيا والإمارات, لبرنامج طويل ومكثّف من المعسكرات والمباريات, فهو بدأ بمعسكر داخلي, تمرّن خلاله بمعدل حصتين يومياً, ثم توجه لصربيا لمعسكر آخر, حيث خاض مباراتين مع فريقين صربيين من الدرجة الممتازة أبلى فيهما البلاء الحسن وفاز, ويستعد الآن للمشاركة في دورة دولية في قطر, تشارك فيها إلى جانب الدولة المضيفة, مصر وإيران بين 1 و5 تموز/يوليو, لينتقل إثرها لمعسكر داخلي جديد تتبعه المشاركة في دورة كأس وليام جونز في تايبه, التي تحمل الأردن لقبها في آخر نسختين, بين 18 و26 تموز, يغادر بعدها لمانيلا في الفيليبين لمعسكر جديد, حيث ستكون آخر المحطات قبل البطولة الآسيوية.